أهمية صناعة الانسان الصالح من منظور اسلامى ؟ كيف . 1


أهمية صناعة الانسان الصالح من منظور اسلامى ؟ كيف



خلق الله تعالى الإنسان وميزه عن جميع الكائنات وجعله خلفيتة على الأرض ولقد حكى لنا القران الكريم ما جرى بين الله تعالى والملائكة فى خلق الإنسان ومما دفع الملائكة للتسائل عن جدوى خلق الإنسان فرد الله تعالى  بقولة "  قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة/30
والمعنى : إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف ، على المفاسد التي ذكرتموها ، مالا تعلمون أنتم ؛ فإني جاعل فيهم الأنبياء ، وأرسل فيهم الرسل ، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء والعاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم
تفسير ابن كثير (1/69)
إن الانسان لا يستطيع أن يعيش الإ فى ظل عملية إصلاحية مستمرة لنفسة ولغيرة طول حياتة , فالإصلاح فى الانسان جزء أصيل فى تكوينة , لهذا جاءت  رعاية الله للانسان أن يصطفى من بعض البش قادة للاصلاح والتغير – وهم الرسل والانبياء  – وأنزل معهم من الهدى الالهى ما يكفل لتغير الإنسان الى الأفضل والأحسن, وبنزول أدم  -عليه السلام -على الارض بدأت عملية الإصلاح للإنسان بوضع منهج قويم - هدى الله - للانسان قال الله تعالى فى شأن نزول أدم على الارض  قال تعالى  " قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ " (123) طة

تعريف الاصلاح :

صْلاحٌ : جمع : ـات . [ ص ل ح ]. ( مصدر أَصْلَحَ ) 
قامَ بِإِصْلاحٍ جِذْرِيٍّ :- : إِزالَةُ الفَسادِ وَإِعادَةُ الأُمُورِ إلى وَجْهِ الصَّوابِ .
 (المعجم: الغني).

والإصلاح كما هو معلوم نقيض الإفساد، وأصلح الشيء بعد فساده: أقامه
(لسان العرب- ابن منظور)

الإصلاح ضد الإفساد، أي جعل الشيء صالحا، والصلاح
ضد الفساد، يقال صلح بعد أن كان فاسدا ويقال صلح بدعتٌ وجد من أول وهلة صالحا .
( تفسير التحرير والتنوير - محمد الطاهر بن عاشور  )

v                      ومن  أهمية صناعة الانسان الصالح ما يلى :

تأهيل الإنسان لاستخلاف الأرض :
إن عملية الإصلاح لها أهمية كبيرة فى حياة الانسان على المستوى الفردى والاجتماعي وذلك لتأهليلة لتحمل  الأمانة المكلف بها رغم ما فى الإنسان من جوانب الضعف والفساد والتى أشار اليها الملائكة فى سألهم عن غاية خلف الإنسان "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"
البقرة - 30)
والأمانة المكلف بها الإنسان هى المشار اليها فى قولة تعالى "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" الأحزاب-72
وهذا ما ذكره ابن عباس فى تفسيرة للاية
فعَنِ ابْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا } قَالَ : الْأَمَانَة : الْفَرَائِض الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّه عَلَى عِبَاده .  (تفسير الطبرى )  
وبذلك توالت الرسالات الإلهية على البشر من أجل إصلاح الإنسان ويكون على المستوى النفسى والاجتماعي ليكون خليفة الإله على الأرض ويحمل الأمانة التى وكلت اليه على أكمل وجه وتصحيح العلاقة الثلاثية للإنسان وهى علاقته بربه ,ونفسه ,وغيره .
إن غياب عملية الإصلاح وعدم وجود توجيه الهى يجعل الإنسان تائه فى حياته لا يدرك لها هدفا ولا غاية ,ويعيش فيها بلا عقل ولا وجدان , يعيش فيها الإنسان ليأكل ويشرب , ومنهم من يأكل ويشرب ليعيش , وتسود فيها الفساد والظلم والعدوان ويظهر فى الأرض ما خافت منه الملائكة.

1-           تزكية النفوس البشرية :

خلق الله تعالى الانسان وجعلة قابلا للخير والشر قال تعالى" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"  سورة الشمس الآيات : 7-8
ولهذا كانت عملية الاصلاح الالهية التى جاء بها الرسل تقوم على تزكية الانسان وتعمل على سمو أفعاله وعقيدتة قال تعالى  "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" سورة  ال عمران- 164
ونزكيهم  : أى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكو نفوسهم وتطهر من الدنس والخبث الذى كانوا متلسين به فى حال شركهم وجاهليتهم.
(تفسير  القران العظيم – القرطبى) 

2-           إرساء العدل :  
وبإعتبار أن الانسان إجتماعى بطبعه يعيش فى ظل مجتمعات مما يجعله فى حاجة الى منهج وشريعه للتحاكم اليها فى الإختلافات والنزاعات ,فعملية الاصلاح لا يمكن أن تتغافل عن إقامه العدل بين الناس بإعتبارها ركيزة أساسية فى صناعة الإنسان الصالح
 قال تعالى" وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ" المائدة -49
فالرسل يحكمون بين الناس ويقودون الامة فى السلم والحرب , ويلون شؤون القضاء , ويقومون على رعاية مصالح الناس وهم فى  ذلك عاملون بطاعة الله .(الرسل والرسالات . أ/د عمر الاسقر) 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !