الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !


الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !


وهى رسالته الأخيرة لحملى القران ،وأبناء مدرسة القران وذكرهم بالشرط الالهى العظيم الذى ينال به المطالب فيقول : مدرسة القران – ايها الأحبة!- لها شرط الهى عظيم ،به تناط كل طلبات الانتساب ورغبات الانخراط ... وإنما الله جل جلاله هو وحده الذى يقضى فيها ؛فيقبل ما يشاء ويرد من يشاء ! هو وحده رب المدرسة، وهو صاحب الأمر فيها.وان ذلك الشرط القرانى العظيم مسطور فى كتاب الله ،موضح ببلاغه المبين لجميع الراغبين .. ذلك هو : التحقيق بمزلة الإخلاص .
وضرب لنا مثلا بالحركة الإسلامية والعمل الاسلامى فيقول :أتى علينا حين من الدهر فى خضم العمل الاسلامى ،نجرى ونلهث ،،ولكن بلا جدوى لقد كنا نسلخ من الأعمار السنوات تلو السنوات ،ثم ننظر الى أثار السير تحت أقدامنا ؛فنجد أنفسنا ما نزال لم نبرح مواقعنا الأول ، ويسرد لنا تجربته فى العمل الاسلامى ثم قال : وكنا – مع الأسف الشديد – نصدق الشيطان لأننا كنا ننسى ونغفل عن وجود شئ اسمه الشيطان ! ولا نكاد نتذكر وجوده إلا عندما نقرا بعض آيات من القران !وما لنا وللشيطان ؟ انه بعيد عنا ... انه هناك فى اعالى البحار النائية ! ونحن هنا نشتغل فى دعوة الإسلام !فلا يخطر لنا بالبال انه انه هو يدير معركة الشر من هناك ، ويقود جنده فى أوساطنا ،بل فى أعماق أنفسنا !.
ويتابع فيقول :ثم راجعت ما سلخت من عمرى فشعرت بمقارض الحسرة والندم تمزق كبدى !فوا اسفاه!واأسفاه ! وأبصرت أن قطارالعمل الاسلامى كان يسير بنا مائلا منذ زمان .. حتى انحرفت عجلاته أخيرا عن سواء الطريق !... وأبصرت أننا كنا نقدم دعوتنا وحركتنا ونضالنا، لا لله ولكن لأنفسنا !لقد كنا نبلى نرجسية ذواتنا فى التلميع والتسميع !وبهرتنا شهوة الميكروفون ،والصور البطولية الكبيرة !ومضينا فى طريقنا نستعرض عضلاتنا تحت شعار العمل الاسلامى ،والمشروع الاسلامى !.
إن الإخلاص هو الدين ،وان الإخلاص هو الدعوة ! وما فقد عبد الإخلاص فيهما إلا فقد الدين والدعوة جميعا ، وان الإخلاص لا يتحقق إلا إذا كان العبد اخرويا .
إن العاملين المخلصين لا يتحدثون عن أنفسهم ،ولا عن أحزابهم وجماعتهم ،ولا يمجدون القابهم ! إنما يتحدثون عن دين الله ، ويمجدون كتاب الله ،عابدون لله فى مساجدهم ، عابدون ااه فى سلوكهم ،عابدون لله فى دعوتهم .. المخلصون هم الذين يحضرون فى المغار ويغيبون عن المغانم !.. ولا يتزاحمون – باسم العمل الاسلامى – على المكاسب والمراتب والرواتب .
ثم يجيب على سؤال كيف السبيل الى الإخلاص ؟ فأجاب: أن الإخلاص قرار ومكابدة !أو قل عزيمة ومجاهدة !وإنما هذا قبس ساطع من نور القران انه من تجليات قوله تعالى
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة 218 .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! (الرسالة الثالثة)