الإفادة فى بعض أحكام البيادة

  

                 الإفادة فى بعض أحكام البيادة
                                                           


قال الله تعالى
 "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39 ) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز"ٌ ( 40 )   سورة الحج
ففى الأية الكريمة هى بداية التشريع بتكوين الجيوش والقتال وبين الله تعالى غاية القتال ورفع السلاح
وهو رفع الظلم وتلك هى غاية  أهل  الحق والعدل عندما يقاتلون .
تلعب القوات المسلحة دورا كبيرا فى حياة الشعوب والأفراد لما تمثله من مظاهر الأمن والإستقرار أو القهر والطغيان .
وفى القران الكريم والتاريخ الإنسانى نماذج من جيوش الطغيان وجيوش الحق 
ومن أكبر الأمثلة الذى ضربها القران لطغيان الجند وفسادهم هو فرعون وجنوده الذين ظنوا أنهم الى الله لا يرجعون .
قال تعالى
 " وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ" (39)  القصص
ويحكى لنا القران الكريم لنا كيف أن أول إنكار للرسالة الإلهيه من قبل فرعون جاءت بعد مسانده الجيش وطلب المعاونه من قائد الجيش هامان
بل وأكثر من ذلك عندما ادعى الألوهيه لنفسه إستند الى قوه الجيش وعبر القران الكريم عن طلبه فاسند اليها فاء التعقيب لدلاله عن سرعته فى طلب الجيش لنجدته ونصرته.    
قال تعالى
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ" القصص - الآية 38

أما أمثلة جيوش أهل الحق والعدل فهو طالوت وجنوده
قال تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ { 246} وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {247} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ { 248}فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ {249} وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾
فهذا نموذج جنود الحق الذين جاهدوا فى الله حق جهاده من اجل رفعه هذا الدين ومحاربه الفاسدين
إن الفرق الكبير والجوهرى بين الفريقين
هو الفرق بين من يضحى بنفسه وماله من أجل حق ومبدأ وعقيدة يؤمن بها
وأما قائدهم فهو مرشدهم الى الحق وهو المتواضع الذى يقف بجانبهم ويشد من أزرهم ويقوى عزائمهم ... وينظر الى جنوده ومعاونيه باعتبارهم يد الحق فى إقامه العدل .
وبين مجموعه من البشر اجتمعوا معا ووفرت لهم السلاح فيسعون الى مصالحهم ...
اما رأس هؤلاء الفسده من العسكر فينظر الى جنوده ومعاونيه باعتبارهم أفواه أكولة وبطون مملئوه ما يطلب منهم طلب إلا سد أفواههم بعطاياه
وتوجد فى العصر الحديث بمعنى (زيادة مرتبات الجند).
يمر المجتمع الاسلامى الأن بمشكلة البيادة وعبيدها مشكلة أرقت المسلمين وهددت حياتهم لسطوة العسكر على حياة الناس
 ومواجهه تلك المشكلة تأتى عن  طريق التربية والعلم والسعى نحو غرس العقيدة السليمة فى نفوس أفراد المجتمع  بجميع فئاته وطوائفه وليس فى العسكر فقط
فنحن فى العصور الأخيرة  كمجتمع إسلامى  قد ربينا أنفسنا على الوضاعة والاستغلال وليس على الرقى والأخلاق فوصلنا الى ما نحن فيه الأن من  إنحطاط بشرى وإنسانى
  . فستراجع مبادئ الإسلام وتعاليمه كفيلة بالتغير السلمى للمجتمعات نحو الأفضل 
                                                            


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! (الرسالة الثالثة)