القران والديكتاتورية


  القران والديكتاتورية                                



يعتبر القران الكريم دستور الأمة فيه نبأ ما قبلنا وحكم ما بيننا
 ولقد عالج القران الكريم مسائل وقضايا متعددة تختص بالإنسان والمجتمع
ومن هذه القضايا "قضيه المستبدين" الذين لم يكتفوا بظلم أنفسهم فقط بل ظلموا رعيتهم معهم.
والمتتبع للقران الكرم يجد أنه ضرب لنا أمثله كثيرة توضح فيه تلك النفوس المريضة وتركيبه عقولهم السيئة .
ويقع البعض في خطأ كبير حين يقتصر الاستبداد في الحكام فقط والحقيقة أنها أشمل من ذلك فالاستبداد يسرى أيضا في الأفراد والشعوب.

فمن فرعون إلى قارون وأمراه العزيز وبنو إسرائيل كل هؤلاء وغيرهم نماذج من الاستبداد والديكتاتورية التي تضر بالبشر وتهدد حياتهم
فعن التحليل النفسي لهؤلاء الأشخاص نجد أنهم غير أسوياء عبارة عن مجموع أمراض نفسيه متراكمة معا في نفوس تلك الديكتاتوريات.
من تلك الأمراض :

 *التكبر والاستعلاء:
من أقوى صفه للمستبدين وهى أم لصفاتهم القبيحة من طمع, الغرور بالنفس
فتأخذه العزة بالإثم فيأبى التغيير ويسعى في الأرض فسادا , وغالبا ياتى التكبر عند المستبدين من خلال ما أنعم الله عليه من سلطه ومال وجيوش تحت تصرفه
فمن الامثله القرانيه :
 - فرعون:
   يقول الله تعالى على لسان فرعون " أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"
 -قارون:
 يقول الله على لسانه  "قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ"
- النمرود:
قال الله تعالى "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
- بنو إسرائيل :
عندما بعث الله لهم ملكا قالوا "نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ".

*الغرور بالنفس :
وهنا ينخدع المستبد  بنفسه  ويتصورأنه فوق الجميع وأن كل شي ملكه ولا ينازعه فيه أحد والقران الكريم يصور ذلك فيقول على لسان فرعون " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي"
وعندما تصور أن موسى عليه السلام سيأخذ بعضا من مكانته وملكه فقال  "فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ"
وكذلك قارون ما امتنع عن إخراج الزكاة إلا غرورا بنفسه وطمعا لما عنده .

وبتلك الصفتين وما يندرج تحتهما من صفات خبيثة ينشأ الديكتاتور, لكن الصانع الأكبر لهم هم الرعية
والقران الكريم يضرب لنا الامثله ليبين لنا كيف لعبت الرعية الدور الأكبر في صناعتهم
-         قوم فرعون يقول الله تعالى " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ"
-         بنو إسرائيل فالسامرى مع طموحه للعظمة فلقد وجد القوم السذج الذين يسهل خداعهم فجمع منهم الذهب وصنع لهم اله !!

المستبدون والديكتاتوريون مشكله ومعضلة إنسانيه تهدد حياه البشر والحل الأمثل لإنهائها  هو السعي في تكوين الإنسان على أساس من الإيمان والعلم اللذان يقودانه في المسار الصحيح لإدراك الأمور من حوله على أسس سليمة  .
ويذكر الإمام محمد عبده أهميه التربية التي تكون الإنسان الصالح " من يريد خير البلاد فلا يسعى إلا في إتقان التربية, و بعد ذلك يأتي له جميع ما يطلبه.. بدون إتعاب فكر ولا إجهاد نفس"


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !

أهمية صناعة الانسان الصالح من منظور اسلامى ؟ كيف . 1