التعصب

  التعصب                                 
                                                                   


تعددت التسميات الحركية في عالمنا اليوم وازداد التعصب لكل حركة حتى أن بعض الدعاة والمشايخ قالوا  بحرمه الانتماء إلى الجماعات لما تسببه من شق الصف والفرقة بين أتباع الدين الواحد
ربما يكونون على حق حيث خلط بعض أعضاء الجماعات بين الإسلام والجماعة ولم يفرقوا بينهم
حتى وصل الأمر بهم إلى حمل النصوص القرانيه والأحاديث النبوية الخاصة بالكفار والمنافقين على المعارضين لهم
  وأن اى هجوم على الجماعة وقادتها هي بمثابة الهجوم على الدين الإسلامي .

وفى التاريخ يعتبر السنة والشيعة والخوارج  مثالا لذلك
فالاختلاف بين  السنة والشيعة والخوارج كان في بدايته اختلافا سياسيا أو اختلاف على إداره الأمور الخاصة بالدولة
فدفع التعصب لكلا منهم إلى اللجوء الى الدين لتأييد موقفه  حتى صار الاختلاف بينهم في الدين .
 والحقيقة أن التعدد والاختلاف هو محرك اى مجتمع للتقدم والازدهار إذا استخدم للتنوع بدلا من استخدامه للتنازع والحروب
 فالتعدد في الإسلام سنه من سنن الله في خلقه  قال تعالى  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات (13)
وقال أيضا "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ"
بل أعصى الإسلام للإنسان حرية الاختيار هو الذي يقرر  بنفسه ولنفسه   قال تعالى {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}
 وقال تعالى {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}
أما الاختلاف المذموم هو ما ذكره الله تعالى في كتابه  قال تعالى {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
(آل عمران:105)
وضرب الله لنا مثلا ببني إسرائيل  قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿16﴾ وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }﴿17)
وهو اختلاف الفرقة والعداء الناشئ عن البغضاء والكراهية
فهذا الاختلاف يدفع المجتمع إلى التناحر والقتال وليس إلى الاجتماع والتنوع
هذا الاختلاف ينبت الغشاوه على القلوب ويطمس البصيرة ويميت الادميه في النفوس
يتجرد فيه الانسان إلى أدنى الدرجات المشاعر والرحمة
وهذا ليس مقصورا على الإسلاميين .. بل تعدى إلى الحركات والمؤسسات الأخرى حيث أعماهم إنتمائهم الحزبي إلى ترك نصره المخالفين المظلومين من المعتدين
إن السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة لا يكمن في نبذ التعددية وأن نحمل التنوع والانقسامات مسئوليه هذا الخراب

إن التربية والعلم هو الحل والوحيد للخروج من الازمة  وليس الدعوة إلى عدم الانتماء إلى الجماعات والأحزاب والفصل بين الفكرة والشخص

فالهروب من المشكلة لا يعتبر حلا لها بل لابد من تصحيحها ومعالجتها     

تعليقات

  1. يسعدنا إنضمامك لنا ومشاركتك في أجمل الموضوعات هنا
    http://journalmillionfriends.blogspot.com/2013/08/blog-post_4985.html



    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. وانى اسعد بمشاركتى معكم و اتمنى ان اكون عند حسن ظنكم بى

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !

أهمية صناعة الانسان الصالح من منظور اسلامى ؟ كيف . 1