كمال النفوس بالإيمان
كمال النفوس بالإيمان
يحتل الإيمان في نفوس
البشر مكانه كبيره ,ومرتكزا ينطلق به في
حياته , فالإيمان يوثر في النفوس البشرية على كافه المستويات العقلية والوجدانية والنفسية
فكمال الإنسان ورقيه
ياتى بالإيمان الصحيح وبينما يقضى على إنسانيته بكفره وظلمه لنفسه
فالإنسان يسمو بنور الإيمان
بينما يتردى بينما يتردى بظلمه الكفر
وعندما يمتلك الإيمان
قلوب البشر فانه يوثر على أفعاله وأقواله وأفكاره
فمن أثار الإيمان
الصحيح على الفرد
1- العطاء والتضجيه
2- الحرية 3 - الاطمئنان والرضا
4- الانضباط السلوكي
1-العطاء والتضحية:
وهى أولى
مظاهر الإيمان وهو أن يضحى المومن بنفسه وماله ووقته في سبيل ما يومن به والإسلام
جعلها ميزان ليقاس به قوه الإيمان وضعفه قال تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
(15) الحجرات
وهى سبيل
لنيل رضي الله " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ
اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ(207). سورة البقرة
كما أنها
ثمن الجنة" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ
وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ
فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيم"ُ
فالإيمان
يخرج الإنسان من دائرة النفع والاستغلال إلى دائرة التضحية والعطاء
ففي قصه
سحره فرعون نلاحظ تأثير الإيمان في النفوس وكيف غيرهم من مأجورين إلى مضحين
فلما جاءوا إلى
فرعون طلبوا منه معرفه الأجر قبل العمل
فَلَمَّا
جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا
نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
(42)
وبعد سطوع
الحق أمامهم فامنوا به فهددهم فرعون فلم يزحزحهم عن الحق شيئا
لَأُقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)
قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ
أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)
الشعراء
2- الحرية:
الإسلام حاء
ليحرر الإنسان من عباده العباد إلى عباده رب العباد
فالإسلام
اصح واكبر دعوه من دعوات التحرر وذلك لشموليتها ,أما الدعوات الأخرى فهي عبارة عن
رده فعل
فالشيوعية
قامت كرده فعل على الراسماليه
والعلمانية
قامت كرده فعل على رجال الدين المسيحي
-حرر الإسلام
الإنسان من الغرائز التي ركبت فيه فجلته يسخرها لما فيه المصلحة وليست هي التي تسوقه
فالإسلام لم
يعادى الغرائز الانسانيه بل ارشد إلى حسن استخدامها ,فما من غزيزه في الإنسان إلا
جعل الإسلام لها طريقا لإشباعها دون ضرر أو ضرار
- حرر الإسلام
الإنسان من سيطرة الغير عليه
فلا احد يضر
أو ينفع غير الله" قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا
مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ
الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ (سورة الأعراف )
ويقول
الرسول صلى الله عليه وسلم معلما ابن عباس
" واعْلَمْ أنَّ الأُمَّة لَو اجْتَمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعُـوكَ
بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وإن اجْتَمَعُوا
على أن يَضُرَّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضُروكَ إلا بِشَيء قد كَتَبهُ اللهُ عَلَيْكَ،
رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ". رواه الترمذي
فواهب العمر هو الله لا ينقص بالإقدام ولا
يزيد بالإحجام
3-الاطمئنان والرضا:
يبعث الإيمان
في قلوب المؤمنين الطمأنينة والرضا قال تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ) (الرعد)
- وكفل الله
الرزق لعباده "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ
رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ" هود
فيسكن في
القلب الطمأنينة وفى الصدور السكينة ويعيش
المؤمن في دنياه بوصيه الرسول إلى ابن عباس فعَنْ أَبِي عَبَّاسٍ عَبْدِ اللهِ بنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم يَومَاً
فَقَالَ: (يَا غُلاَمُ إِنّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللهَ يَحفَظك،
احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تُجَاهَكَ، إِذَاَ سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَاَ
اسْتَعَنتَ فَاسْتَعِن بِاللهِ، وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن
يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك، وإِن
اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ
اللهُ عَلَيْكَ، رُفعَت الأَقْلامُ، وَجَفّتِ الصُّحُفُ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح - وفي رواية -
غير الترمذي: (اِحفظِ اللهَ تَجٍدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ
يَعرِفْكَ في الشّدةِ، وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا
أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ،
وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً)
فيرضى بقضاء
الله وقدره يسعى إلى هدف وجوده في الحياة فيشكر في السراء ويصبر في البلاء
يقول الرسول
صلى الله عيله وسلم " عَجَبًا
لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ
إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ
فكانتْ خَيرًا لهُ" رواهُ مُسْلِمٌ .
4- الانضباط السلوكي:
عندما يستقر
الإيمان في النفس البشرية فإنها تقودها إلى الالتزام بالتعاليم والشرائع الالهيه
الشريعة السماوية هي منهاج مستقيم ليحيا الإنسان
حياته طيبه تقوم على العدل والمساواة
والالتزام
بهذه القيم والمبادئ السامية لا يقيمها العلم ولا يحرسها القانون, بل يحيها الدين
ويرقى بها الضمير
فالدين ليس أفيون
الشعوب بل هو موقظ الضمير في النفوس
وهو ما يعرف
في الإسلام بالإحسان وهو أعلى درجات الإيمان عرفها الرسول صلى الله عليه وسلم
بقوله " قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك"
فاحرص أيها الإنسان على الرقى والكمال, فكمال الإنسان
يكمن في الإسلام .
تعليقات
إرسال تعليق