من هو الله 2


بسم الله الرحمن الرحيم            
                                          
كما ذكرت في الجزء الأول 
 http://wwwahmedakila.blogspot.com/2012/07/blog-post.html
 ببيان فساد العقائد التي كانت تحوط بالبشر وعدم تقديرهم لله
وما قدروا الله حق قدره فأرسل الله الرسل لتبين للناس ما انزل إليهم
ورغم كون  المعارضين للرسل منقسمين إلى فئتين :
الأولى: هم الجاحدون والكارهون ويقول الله فيهم" قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ"
والثانية: هم المقلدون قال تعالى
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ ( 170 ) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ "( 171 )
رغم هذا لم تستخدم الرسل السلاح لإكراه احد على الدخول في الدين بل دعوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنه
والمجادلة بالتي هي أحسن
فدعوه الرسل هي دعوه سلميه مع ضعف أدله المعرضين وانحراف أفكارهم
وفى القران الكريم تعريفات يعرف الله بها عن نفسه  فمن هذه التعريفات
 التعريف الاول:
سو ره الإخلاص قال تعالى "  قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿4﴾"
وسبب نزول: روى الضحاك أن المشركين أرسلوا إلى رسول الله عامر بن الطفيل فقال له عنهم: شققت عصانا (فرّقت كلمتنا)، وسببت آلهتنا، وخالفت دين آبائك، فإن كنت فقيرا أغنيناك، وإن كنت مجنونا داويناك، وإن كنت قد هويت امرأة زوجناكها فقال رسول الله: لست بفقير ولا مجنون، ولا هويت امرأة، أنا رسول الله، أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته، فأرسلوه ثانية وقالوا: قل له: بيّن لنا جنس معبدوك، أم من ذهب أم من فضة؟ فأنزل الله هذه السورة. وقد ورد في الخبر أنها" تعدل ثلث القران" لان من عرف معانيها وتدبر ما جاء بها حق التدبر علم أن ما جاء في الدين من التوحيد والتنزيه تفضيل لما أجمل فيها. تفسير المراغى
معنى السورة
1-(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) اى  الواحد الوتر الذي لا شبيه له ولا نظير
2-(اللَّهُ الصَّمَدُ) اى الذي يلجا إليه الناس لقضاء حوائجهم دون وسيط ولا شفيع
3-(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) فروى عن ابن عباس قوله لم يلد كما ولدت مريم ,ولم يولد كما ولد عيسى
وعزير وهو رد على اليهود والنصارى الذين قالوا المسيح بن الله واليهود الذين قالوا عزير ابن الله
4-(وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) اى ليس له مماثل قال تعالى" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"

التعريف الثاني:
"اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" (255) سورة البقرة
روى الأئمة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم) ؟ قال قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم) ؟ قال قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" فضرب في صدري وقال: (ليهنك العلم يا أبا المنذر)
معنى الايه :
1-"اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" اى الإله الحق الذي لا يسحق أن يعبد غيره ,فهو الحي الذي لا يموت
القائم بتدبير أمر عباده
2-"لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ" اى لا يعتريه نوم ولا مقدماته
4-"لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ " اى  فكل ما فيها وما فيها ملكه وعبيده خاضعون لمشيئته فهو المصرف
لشئونهم والحافظ لوجودهم
5-"مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه" اى من  ذا الذي يستطيع من عبيده أن يغير من سنته وقضت به حكمته إلا
إذا أذن له ربه
 6-"يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ" اى يعلم أمور الدنيا التي خلفوها وأمور الاخره التي يستقبلونها
 7-"وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء" اى أن أحدا من خلقه لا يحيط بما يعلمه الله إلا إذا شاء الله ذلك
8-"وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ "اى أن علمه تعلى محيط بما يعملون مما عبر عنه بقوله يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۗ
9-"وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا" اى لا يثقله حفظ هذه العوالم بما فيها ,ولا يشق عليه ذلك
10"وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " اى  المتعالي عن الشبيه العظيم عن كل شئ سواه المتنزه بعظمته عن الاحتياج
التعريف الثالث
" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
والمعنى: فالله نور السموات والأرض بما بث فيهما من الآيات الكونية  والآيات التي انزلها على رسله داله على وجوده ووحدانيته وسائر صفاته من قدره وعلم إلى نحو ذلك
ويقول الشاعر ألا كل شيء إذا ما خلا الله باطل °°°° وكل نعيم لا محالة زائل
                                                                                                                                                   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !

أهمية صناعة الانسان الصالح من منظور اسلامى ؟ كيف . 1