مواقف وحكم .. من أسرة الخليل إبراهيم

        مواقف وحكم .. من أسرة الخليل إبراهيم



الأسرة هى النموذج المصغر لاى مجتمع ,وهى النواة والمرتكز الرئيسى لدفع المجتمعات الى الأفضل من خلال العمل على الرقى بأفراد الاسرة الذى ينعكس بالضرورة على المجتمع .
وفى القران الكريم أمثلة على الاسرة المسلمه بجناحيها الاب والأم كعامل رئيسى فى إنشاء أجيال من الاسوياء والأتقياء .
والفائدة العظمى من ضرب الأمثلة القرانية هى أخذ العبرة والعظة لتكوين البصيرة السليمة  والافتداء بالأنبياء فى جميع شئون الحياة .
فالله سبحانه وتعالى قد اصطفى من البشر نماذج ليكونوا هداه ومهتدين
نماذج للبشرية تنير لهم طريق الحياة وتهدى الى الصراط المستقيم
قال تعالى " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " 
 آل عمران - الآية  33
 والأسرة فى الإسلام ليست التقاء بين ذكر وأنثى فقط بل هى البذره التى يخرج منها شجرة الثمار التى ترفع لواء الدين وتعمر الأرض وتحقيق الاستخلاف, وهى وحده بناء المجتمع الكفيله بالحفاظ على هويته الثقافية والحضارية ,لهذا اهتم الإسلام بها وسن القوانين والتشريعات للحفاظ عليها ووقايتها مما يهددها .
   أسرة عظيمة مكونة من الاب  والأم والأولاد قيم الزوجية والأبوة في شخصية أبينا إبراهيم عليه السلام زوج وأب يقود الأسرة بأمر الله تبارك وتعالى وينطلق في دربه متميزاً بعدة سمات
وهى كما يلى :
التوكل على الله
الحوار والإقناع
حب العطاء
بر الأبناء

·      التوكل على الله: 
والتوكل على الله إن كان راسخا فى الأسرة نجد فيها الالفة والود والرحمة فى أصعب المواقف التى يمر بها فمن المواقف الداله على ذلك من قصه إبراهيم عليه السلام معاملته مع أبيه ورغم قسوة ابيه عليه وتهديده له فكان إجابته عليه  كما ذكرها القران " قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا "  مريم - الآية 47
·      الحوار و الإقناع :   
الاعتماد على  الحوار فى الأسره المسلمة له دور كبير فى إزالة المصاعب فكثير من المشكلات التى توجد داخل الاسرة تأتى فى المقام الاول من رفض الحوار وفرض رأى واحد دون مناقشه مما يتسبب الى خلق أمراض كثيرة مثل العنف وعدم احترام الأخرين  والتكبر والاستعلاء .
  ومن أمثله  الحوارات  التى تعتمد على الحوار والإقناع الراقى   
الحوار الذى دار بينه وبين وبين إبنه إسماعيل 
قال تعالى " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" ﴿ 102 ﴾ الصافات 
ومناقشات إبراهيم مع أبيه وقومه فى شأن ما يعبدون , ويظهر فيها إبراهيم عليه السلام بالمحاور الجيد الذى  استخدم الحجه والبرهان لإثبات الخطأ الذى وقعوا فيه
 قال تعالى "وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ  نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ"الأنعام - الآية 83
  
·      حب العطاء :
الأسرة التى يسود فيها حب العطاء بين أفرادها أسرة سعيدة مترابطة ,وغرس تلك الصفه تأتى عن طريق القدوة الحسنه والممارسة الفعليه لخلق العطاء خاصة من الأب اتجاه أبنائه ويعلمهم أن يتخلقوا بأخلاق الانيباء,فالعطاء خلق يذكى بها النفس ويرتقى بها العقل ,وينشرح بها  القلوب .
ومثال ذلك التى ذكرها القران ضيف إبراهيم عليه السلام 

قال تعالى " هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ﴿ 24 ﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴿ 25 ﴾ فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴿ 26 ﴾ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿ 27 ﴾ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿ 28 ﴾ الذاريات 

·      بر الأبناء :
إن من أهم الامور التربوية التى يجب أن تغرس فى نفوسنا نحن كمسلمين هو أن لا تحملنا العاطفة فقط فى تربيتنا لأولادنا بل السعى دائما الى توفير الطريق الصحيح لندل عليه أبنائنا وطلب العون من الله من أهم المرتكزات لهذا السعى ولنا فى إبراهيم عليه السلام قدوه حين كان يبنى الكعبه كان يرفع يده بالدعاء ويقول  (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ).


الأسرة اليوم فى المجتمعات الإسلاميه تمر بمرحله تجريف مما زاد فيها الاضطرابات ومشاكل الطلاق ,فنحن الان فى أمس الحاجة فى تتبع ثراثنا وقبل ذلك ديننا لنعود الى الاتزان السلوكى والحضارى فى الأسره المسلمه.

وفى الختام أدعو بدعاء الخليل إبراهيم عليه السلام " رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ . وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ . وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ " 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! (الرسالة الثالثة)