الحضارة العظمى


الحضارة العظمى



حضارة فاقت أقرانها من الحضارات الأخرى بل لم يوجد لها مثيل.
حضارة لم تقم لتشبع غرائز الإنسان  وحاجاته المادية فقط  بل أعادت إلى الإنسان إنسانيته.
حضارة لم تقم على الطبقية بل قامت على العدل والمساواة.
حضارة لم يقم بها الأغنياء والوجهاء بل شيدت بيد الفقراء والأغنياء  .

    إنها الحضارة الاسلامية  التي تسعى إلى الوصول إلى كمال الإنسان.
عرف ابن خلدون الحضارة على أنها " نمط من الحياة المستقرة ينشئ القرى والأمصار ,ويضفى على حياة أصحابه فنونا منتظمة من العيش والعمل والاجتماع والعلم والصناعة , وإدارة شئون الحياة والحكم , وترتيب وسائل الراحة وأسباب الرفاهية"

فالحضارة الاسلامية قامت من خلال رسالة إلهيه على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث ُبني فيها الإنسان السوي  وأسس فيها المجتمع  الفاضل وشيد فيها الدولة الراشدة
فلم تقم الحضارة الاسلامية على القتل والغلبة بل قامت بالسلم والرحمة.

   فمن عظمة هذه الحضارة

* الرؤية:
امتازت الرؤية الحضارية الاسلامية بالرقى والشمول فلم يقتصر تصورها في الاكتفاء المادي للإنسان كما هو الحال في الحضارات  بل انطلقت من أساس أن الإنسان جسد وروح ولكل متطلباته واحتياجاته .
ومن الأسس أيضا التي تميزت بها الرؤية الحضارية الاسلامية هو أن الإنسان هو سيد على الأرض وخليفة الله
قال الله تعالى:" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة "ً
وقوله تعالى "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ"

* الانسانية :
 اهتمت  الحضارة الإسلامية بالانسان  وجعلته مرتكزا لكل نشاطاتها
سواء كان فردا أو جماعه فلم تغالي في رفع احدهما عن الأخر بل جمعت بينهما في سبيل تطوير الحياة الانسانية
فالإسلام لم يرسله الله إلى البشرية لتطوير المادة بل أرسل الله الإسلام إلى البشرية ليؤسس بها الإنسان سليم العقل والفكر والبنيان والتي من خلالها يستطيع الإنسان إقامه الخلافة المنوط بها إقامتها على الوجه الصحيح
ويقول الشيخ محمد الطاهر بن عاشور " أن الحضارة الإسلامية في عصور السعادة والازدهار ، بنيت على دعوة موجهة ، وشيدت على أساس ثابت؛ إذ اعتبرت الإنسان بوصفه مجردا عن كل وصف لاحق لإنسانيته، مدعوا للاشتراك مع كل إنسان في تأليف مجتمع تترابط عناصره برباط العقد الاجتماعي المفتوح، المبرأ من العنصرية والطبقية والإقليمية.

* الضمير:
الضمير هو الطريق الذي يقود الإنسان إلى الفضيلة والحق
وهو العين التي يبصر بها الإنسان البر ويتضح له الاثم , ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فعن النوَّاس بن سمعان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((البرُّ حُسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرِهت أن يطَّلع عليه الناس))
ولقد أحيى الإسلام الضمير الانساني وبناه على أساس من الإيمان بالله الذي يعلم  خائنة الأعين وما تخفي الصدور ,وما ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم
بل جعل الإسلام الضمير هو الركن الرئيسى لتطبيق التعاليم الالهية فنجد التشريعات في القران الكريم لأهل الإيمان الذين خالطت بشاشه الإيمان قلوبهم واستيقظ الضمير في نفوسهم.

وفى النهاية فالفرق بين الحضارة الاسلامية وغيرها من الحضارات
هو فرق بين حضارة تسعى لرقى الإنسان وكماله

  وبين حضارة تسعى للمطامع والشهوات  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! (الرسالة الثالثة)