لماذا أنا متدين....؟!



                                                   لماذا أنا متدين....؟! 
                                                                     



هو سؤال سأله الفيلسوف:"أوجست سباتييه" في كتابه "فلسفة الأديان": "لماذا أنا متدين؟ فيجيب قائلا: إني لم أحرك شفتي بهذا السؤال مرة، إلا وأراني مسوقاً للإجابة عليه بهذا الجواب، 
وهو: أنا متدين، لأني لا أستطيع خلاف ذلك، لأن التدين لازم معنوي من لوازم ذاتي.
 يقولون لي: ذلك أثر من آثار الوراثة أو التربية أو المزاج، فأقول لهم: قد اعترضت على نفسي كثيراً بهذا الاعتراض نفسه، ولكني وجدته يقهر المسألة ولا يحلها، وأن ضرورة التدين التي أشاهدها في حياتي الشخصية أشاهدها بأكثر قوة في الحياة الاجتماعية البشرية فهي ليست أقل تشبثاً مني بأهداب الدين"
                                   فالدين
ضرورة وجدانية:
فالدين جزء أصيل في الإنسان لا ينفك ولا يستغنى عنه, فهو جزء من طبيعته ووجدانه لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونه
فان انكر الدين المنزل من قبل الله ألف لنفسه دينا فصار عليه

ضرورة عقلية:
فالدين يكمل القوه النظرية للإنسان ويبقى الإنسان دائما في حيره وعدم استقرار نفسي وارتياح عقلي إلا بدون الدين
فالدين يفسر للإنسان كل القضايا العقلية التي لا يستطيع الإنسان أن يدركها

ضرورة نفسية:
فالدين متأصل في النفوس فالبعد عنه شذوذ يصيب الإنسان
ويقول الأستاذ العقاد " وحق لا يقبل الجدل أن الإنسان يجب أن يؤمن، ولا يستقر في وسط هذه العوالم بدون إيمان"
ومخطئ دائما من ظن أن كفره وجحوده بالدين هي التحرر فهو موهوم  
فهو في الحقيقة بدل الدين بمجموعه من الأوهام الخرافات والظنون واقنع نفسه بها من خلال التشكيك في الدين

فمن الأسباب التي يدعون إليها في إنكارهم للدين هو أخطاء المتدينين
ثم يعاب بها  الدين ,إن النظر الى المتدين على انه ملاك معصوم  لا يخطئ
أمر شاذ ,فالمتدين هو إنسان يسعى دائما الى الكمال النفسي والعقلي والوجداني والجسدي من خلال إتباعه للدين
وبكونه إنسان فطبيعته الخطأ والنسيان, فعلى المتدينين أن يتكاملوا مع بعضهم لتقليل ارتكاب المحرمات

فالدين كان ولا يزال جزء من حياه الإنسان , فعلى مر التاريخ لم يخلوا اي مجتمع انساني من الدين
ومع تقدم العلوم في العصر الحديث يعتقد البعض أن العلم والقانون سوف يكونان أفضل بديلان للدين وهذا وهم
فالقانون  وحده لا يكفي لإنشاء مجتمع متحضر فاضل تحترم فيه الحقوق و تؤدى فيه الواجبات
كما أن العلم لا يقوم مقام الدين في التربية والتهذيب فنشر العلم ليس معناه نشر الأخلاق
فالعلم سلاح ذو حدين يصلح للهدم والتدمير ويصلح للتعمير
وان ما يميز الدين هو تكوين الضمير الحي في الإنسان وهو السبيل الوحيد لنجاح القانون والعلم في المجتمعات
ويقول الدكتور محمد دراز - كتاب الدين-" الدين تحل من الجماعات محل القلب من الجسد "
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !

أهمية صناعة الانسان الصالح من منظور اسلامى ؟ كيف . 1