الرسول وبناء الدولة
الرسول وبناء الدولة
أرسل الله تعالى الرسل لتبين
للناس ما انزله الله وتصحيحا للانحرافات البشرية ,فالمجتمعات البشرية في غياب
الهدى الالهي كالغابة بلا قانون ولا شريعة يحتكم إليها الناس
وإقامة الدولة وإنشاء
المجتمعات السليمة هي من مهام الرسل والأنبياء (فالدين في السياسة, والسياسة في
الدين ) ورغم أنها ليست من أركان الدين إلا أنها واجب ديني وضرورة اجتماعيه
وفى سيره الرسول صلى الله
عليه وسلم وفى سبيل بناء المجتمع والدولة نجد انه أسسها على ثلاث مراحل
1. تكوين الرجال
2. تأسيس التكافل الاجتماعي
3. تأسيس الدستور
· أولا :تكوين الرجال :
وهى اكبر المهام للرسل هو
إنشاء الرجال قال تعالى
"هُوَ الَّذِي بَعَثَ
فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي
ضَلَالٍ مُبِينٍ" ﴿٢﴾سورة الجمعة
وتكوين الرجال على كافه
النواحي العقلية والوجدانية والجسدية فاهتم في مكة بتصحيح الأفكار والمعتقدات وفى
العهد المدني بالتعليم والتربية
فحث الرسول صلى الله عليه
وسلم على الحركة والعمل يقول صلى الله عليه وسلم" إن الله يحب إذا عمل أحدكم
عملا أن يتقنه"ويقول
(المؤمن القوي خير وأحب إلى
الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خيرٍ احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز،
فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنى فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله
وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان
واهتم النبي بالعلم وتكوين
كوادر علميه من الصحابة فمنهم من حفظ الأحاديث ومنهم حافظ القران ومنهم كاتب للوحي
وهكذا وكان من هدى النبي في التعليم كما ذكره ابن مسعود "كَانَ
يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ كَرَاهَةَ "السَّآمَةِ
عَلَيْنَا وفى السيرة النبوية كثيرا من المواقف التربوية والتعليمية للرسول صلى
الله عليه وسلم مع الصحابة
· ثانيا: التكافل الاجتماعي:
لاشك أن التكافل الاجتماعي
بين إفراد المجتمع هو حجر الزاوية لنجاحه وتقدمه وازدهاره فضلا عن الدولة
بعد هجره النبي صلى الله عليه
وسلم اتخذ القرارات التي من شانها ترسيخ مبدأ التكامل الاجتماعي انطلاقا من
قول الله تعالى "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون
عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله
إن الله عزيز حكيم " التوبة : 71
المواخاة بين المهاجرين و الأنصار
قد آخى رسول الله ، صلى الله
عليه وسلم ، بين أبي بكر رضي الله عنه ، وخارجة بن زيد ن فأصبحا أخوين ، وبين
عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وأوس بن ثابت ، وبين طلحة بن عبيد الله وكعب بن
مالك ، وبين الزبير بن العوام وسلمه بن سلامة ، وبين سعيد بن زيد وأبي بن كعب ،
وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع وغيرهم
فأصبح مجتمع المدينة مجتمعا مترابطا متماسكا يسوده الحب والإخاء وضربوا
مثالا رائعا في التضحية والإيثار حتى أثنى عليهم ربنا فقال تعالى "وَالَّذِينَ
تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ
عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" الحشر/ 9
الصلح بين الأوس والخزرج
وهما اكبر قبيلتان في المدينة
وبعد وصول النبي المدينة صالح بينهما ونزع الله من قلوبهم الحقد والكراهية وأبسهم
لبس الحب والتعاون
· ثالثا:الدستور:
أرسى الرسول صلى الله عليه
وسلم القانون والشرع بين المسلمين والفرق بين الدساتير الأخرى وبين الشرع الحنيف
هو إعلائه للضمير كضامن حقيقي بين الناس.
فحكم الرسول المسلمين بشرع
الله وحثهم بالاحتكام عليها من بعده يقول صلى الله عليه وسلم في حجه الوداع "يا
أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه"المستدرك للحاكم
أما غير المسلمين فقد وضع
معهم معاهده وبيان يبين فيهم كلا من الحقوق والواجبات لكلا الطرفين
وبذلك أرسى الرسول صلى الله
عليه وسلم قواعد الدولة والمجتمع السليم الخالي من الاضطرابات كل واحد فيهم يعرف
حقه فيأخذه .... وواجبه فيعطيه
تعليقات
إرسال تعليق