كيف تقضى على الفلول?!


كيف تقضى على الفلول                                                           

هي مشكله تأرق الشعوب ,مشكله يعانى منها الغنى قبل الفقير ,مشكله تهدم المجتمعات وتخرب التعايش والسلم الاجتماعي ألا وهى مشكله الفلول
يعتقد الكثير أن الفلول في مصر هم أصحاب الحزب الواطى "الوطني"الذين افسدوا الدولة والمجتمع
لكن الفلول مصطلح اعم واشمل من هذا, مصطلح لا يعبر عن أفراد بل يعبر عن فكر ونمط حياه يرتكز على الاستغلال والطمع والكراهية والتكبر والظلم
وبالتالي نستطيع أن نجد الفلول في الأحزاب والقوى الثورية لاشتراكهم في المفهوم لتلك الكلمة
وإذا أردنا أن نحل هذه المشكلة لابد من تحديد معنى المشكلة               
      فالفلول: مرض اجتماعي يقوده سوء الخلق فيوجد في المجتمعات فيخربها
فما السبيل في معالجه هذا السوس الذي ينخر في كيان المجتمع
ففي الإسلام بنظامه الاجتماعي والسياسي المتكامل نجد فيه الحلول لتك المشكلة التي تؤرق المجتمع وتهدد استقراره  وطريق العلاج يسير في عده محاور
1-إزله الوهن :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ "
بلا شك أن الجهل هو اكبر عدو للمجتمعات وخاصة جهل الأمور البديهية وفى هذا الحديث يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم سبب فساد وانهيار المجتمع وهو الوهن حب الدنيا وكراهية الموت الناتج من الجهل بحقيقتهما فينشأ أجيلا تعيش لتأكل وتشرب أو يأكلوا ويشربون ليعيشوا دون هدف أو غاية     
2-العدل:
فالعدل هي احد ركائز الهامه للنظام السياسي  الاسلامى ,
وهى أساس لصلاح الحياة البشرية فرديه كانت أم اجتماعيه فانتشار العدل يقضى على صفات هامه من صفات الفلول وهى الاستغلال والظلم فعلى الجمعيات الاهليه ترسيخ العدل بين الشعوب  وخاصة النشءللمساهمه في القضاء على الفلول وذلك من خلال الانشطه التربوية واللقاءات والموتمرات الشعبية  
 3- التسامح الاجتماعي:
والتسامح هو لين التعامل ...والعطاء بغير حدود وبدون مقابل 
وهى فضيلة أرساها الإسلام في أتباعه وحثهم على المداومة عليها في كل عمل وفعل
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ, سَمْحَ الشِّرَاءِ, سَمْحَ الْقَضَاءِ ".
كما إن التسامح في الإسلام ليس مقتصرا  بين المسلمين بل التسامح في الإسلام على المستوى الانسانى مهما كان الاختلاف فقد ورد في دستور المدينة "الصحيفة "
*لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ  إلا نفسه وأهل بيته.
*وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
التسامح الاجتماعي يرسخ في نفوس الشعوب بالتربية والتعليم, والدور الأكبر يقع على عاتق الآباء في تعليم أولادهم من خلال القدوة الحسنه.
       فلتكن أيها الأب نموذجا جيدا لأولادك الذين تحبهم 
4- التكافل الاجتماعي
يعتبر الإنسان كائنا اجتماعيا يعيش في مجتمعات, لهذا وضع الإسلام الحقوق والواجبات الأفراد اتجاه المجتمع وجعل كلا من الفرد والمجتمع يتكاملان معا لصالح البشرية
ومن هذه المبادئ التي أرساها الإسلام في نظامه مبدأ التكافل الاجتماعي وهو المشاركة الفعالة للإفراد  في المحافظة على المصالح العامة والخاصة ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية قال تعالى     "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
ولم يقف التكافل الاجتماعي عن أهل الإيمان فيقول الله تعالى" لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. [الممتحنة:8] والمعنى لا ينهاكم الله عن الذين لا يقاتلوكم في الدين ولم يجرجوكم من دياركم ولم يعاونوا على إخراجكم أن تفعلوا البر والخير لهم وتعدلوا فيهم بالبر والإحسان
 5-المحبة والمودة:
فالحب هو بذل المشاعر ..وسمو المقصد
والمحبة للآخرين هما من مقتضيات الإيمان لدى المسلمين
  قال تعالى ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
 يقول الرسول (لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه) أخرجه البخاري
كما وصى الرسول بالجيران فقَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ »
ويندرج تحت هذه الفضيلة خلق العفو وكظم الغيظ حيث تساهم في الارتقاء بالعلاقات الاجتماعية والانسانيه
يقول الله تعالى { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)

وبهذا وبغيرها من الوسائل في الإسلام في القضاء على الجراثيم والأمراض المنتشرة في المجتمعات
ودورنا كأفراد وموسسات اجتماعيه هي تقويه تلك الفضائل والقيم على كافه المستويات
فاحرص أيها المواطن أن تكون مساهما في تطوير المجتمع وحتى وان لم تستطع أن توثر على المستوى العام فيكفيك أن  تصلح نفسك ومن تعول.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! الجزء الاول

الرسالة الخامسة والأخيرة: الإخلاص بوصلة الطريق !

ملخص كتاب هذه رسالاتُ القرآن، فمن يتلقَّاها؟! (الرسالة الثالثة)